
في وقتنا الحاضرأصبح التنمّر من أبرز المشاكل التي يعاني منها المراهقون في المدرسة أو الجامعة أو مكان السكن أو حتى من قبل بعض أفراد العائلة. والتنمّر هو شكل من أشكال الإيذاء الكلامي أو السلوكي الذي يمارسه شخص أو جماعة على فرد أو مجموعة آخرى أضعف من الأولى من ناحية معينة، ممكن أن يكون جسدياً كأن يتم الإعتداء على الأشخاص بالضرب أو التهديد، أو لفظياً حيث تقوم المجموعة الأولى بالسخرية من المجموعة الثانية والاستهزاء بسبب الشكل، الحجم أو الملابس، لون البشرة، الدين، أو الطبقة الإجتماعية أو أي موضوع آخر يكون حساساً بالنسبة إلى الشخص الذي يتعرّض إلى التنمّر.
مخاطر التنمّر على المراهقين:
تشير الدراسات إلى أن التنمّر يقع في المرتبة الثانية بين أسباب الوفاة والانتحار بين المراهقين والشباب، وذلك بسبب كثافة الضغوط النفسية التي تتعرض إليها الضحية، وعدم الوعي المجتمعي إلى خطورة هذا الأمر لدرجة أن الكثير من المجتمعات ما زالت رافضة أن تعترف بمدى خطورة هذا الأمر وأن تتناقش وتتحاور لإيجاد الحلول التربوية له.
فضحية هذا النوع من الإعتداء تتولّد لديها مشاكل نفسية بالغة كالانعزال الإجتماعي، القلق والتوتّر الدائم، قلة الثقة بالنفس والخوف من المستقبل، كما أن الضحية ممكن أن تتعرض لمشاكل صحية بسبب اضطرابات الطعام التي يمكن أن يسببها التنمّر، فتسبب إما نقصاً أو زيادة مفرطة في الوزن، إضافة إلى التصرفات العدوانية أو الرغبة بالانتقام من الذات مما يؤدي إلى تراكم الأفكار الإنتحارية، وفي الكثير من الأحيان إلى التخلص من الحياة.
نصائح لتجنّب التنمّر ومواجهته:
– أولاً على الأهل أن يكونوا قريبين من ابنهم المراهق قدر الإمكان، حتى يكتشفوا إذا كان يتعرّض لهذا النوع من المشاكل المؤذية لمساعدته.وفي كل الأحوال، من الضروري أن ينشأ الولد على الثقة بوالديه مما يجعله يخبرهم بصراحة ووضوح عن معاناته التي يجب عليهم ن يأخذوها بعين الإعتبار وعدم الاستخفاف بها مهما بدت لهم سخيفة.
– يجب على الأهل أيضاً أن يعلموا ابنهم أن لا يلوم نفسه على الأسباب التي تدفع الآخرين إلى السخرية منه، بل أن يفهم أن الأشخاص المتنمّرين هم يعانون من مشاكل نفسية وتربوية. لذلك يجب عليه أن يكون قوياً في مواجهتهم، وأن يظهر هذه القوة ولا يمنحهم الفرصة بأن يكونوا في موقع القوة. فإذا تمكن من ضبط أعصابه وعدم الإنفعال أمام السخرية، وأن يتصرف بذكاء أكثر منهم بعدم تفاعله معهم، فهو سيكون الأقوى.
من المفيد أن يعمل الأهل على تقوية ثقة ابنهم بنفسه، فيساعدونه للتخلص من الأسباب التي تسبب له التعرض لسخرية، فيدعمونه في الدراسة، أو يشجعونه على ممارسة الرياضة أو أي هواية تساعده على إثبات وجوده وتحقيق ذاته.