تبدأ فترة المراهقة من الثانية عشرة إلى «21 سنة», ويعاني المراهق من وجود عدة صراعات داخلية ومنها الصراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها, والصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة, وبين طموحاته الزائدة وبين تقصيره الواضح في التزاماته وبين غرائزه الداخلية والتقاليد الاجتماعية, ويعاني أيضا من حالة الاغتراب والتمرد, فالمراهق يشكو من أن والديه لا يفهمانه ولذلك يحاول الانسلاخ عن مواقف ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد واثبات تفرده, وهذا يستلزم معارضة سلطة الأهل, لأنه يعد أي سلطة فوقية أو أي توجيه إنما هو استخفاف لا يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية لقدرات الراشد،,ويشعر المراهق في هذه الفترة بالخجل والانطواء, فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته, لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه فتزداد حدة الصراع لديه ويلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء,و يطرأ على الشخص في هذه الفترة تغيرات في البنية الجسدية ونمو سريع في أعضاء الجسم تؤثر أيضا في سلوكياته, وتختلف المراهقة من شخص إلى آخر, فهناك مراهقة سوية خالية من المشاكل والصعوبات, ومراهقة انسحابية, حيث ينسحب المراهق من مجتمع الأسرة ومن الأقران ويفضل الانعزال والإنفراد بنفسه ويتأمل ذاته ومشكلاته, وهناك مراهقة عدوانية, حيث يتسم سلوك المراهق بالعدوان على نفسه وعلى غيره من الناس, ويرافق المراهق سلوك مزعج ويسببه رغبته في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة, فيصبح يجادل في أمور تافهة ويتورط في المشاكل ويخرق حق الاستئذان ولا يهتم بمشاعر غيره بالإضافة إلى العصبية وحدة الطباع,فالمراهق يتصرف من خلال عصبيته وعناده ويريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد ويكون متوترا بشكل يسبب إزعاجا كبيرا للمحيطين به, أما بالنسبة لسلوكيات الفتاة المراهقة فهي الاندفاع ومحاولة إثبات الذات والخجل من التغيرات التي حدثت في شكلها وجنوحها لتقليد أمها في سلوكياتها وتذبذب وتردد عواطفها فهي تغضب بسرعة وتصفو بسرعة وتميل لتكوين صداقات مع الجنس الآخر.