يمرّ المراهق خلال هذه الفترة من حياته بالعديد من التغيّرات على الصعيد البدني والهرموني مما ينعكس بشكل مباشر على نفسيته وعلى سلوكياته. ففي هذا العمر أيضاً يختبر المراهق عادات جديدة ويكتشف أنواع جديدة من الشغف أبرزها مشاهدة أفلام الرعب.
سبب شغف المراهق بأفلام الرعب:
في ظلّ التغيرات الهرمونية والجسدية يشعر المراهق ببعض الضغط من قبل عائلته، مدرسته وأصدقائه، مما يجعله في بحثٍ دائم عن بعض الوسائل التي تخفف عنه التوتر. لذلك يجد بعض المراهقين في أفلام الرعب طريقةً لتفريغ ما في داخلهم من غضب وعصبية من خلال التفاعل بشكل مباشر مع مجريات وأحداث الفيلم. فيصرخون، يخافون ويبكون حتى ليخرجوا كلّ ما في داخلهم مع نهاية الفيلم.
الميل إلى التصرّفات العنيفة:
في كثيرٍ من الأحيان يتأثر المراهقون بالأفلام التي يشاهدونها خصوصاً إن تناولت إحدى القضايا التي يواجهونها بكثرة، وفي هذا الإطار، يعتبر المراهق أن العنف هو الطريق الأسهل والأضمن لحلّ هذه المشكلة، العصبية الدائمة.
الخوف من الآخرين:
قد تؤثّر الأفلام العنيفة بشكلٍ مختلف على بعض المراهقين، حيث تزيد لديهم نسبة الخوف من الآخرين التي تعتبر من أبرز الأسباب التي تجعلهم يميلون إلى الإبتعاد عن الجميع والإنعزال، وهذا الأمر يعرّضهم أيضاً في المستقبل إلى مشاكل في عدم القدرة على المواجهة خوفاً من التعرّض للتعنيف أو التعذيب أو الضرب. وبالتالي تنمو لدى المراهق شخصية ضعيفة غير قادرة على المواجهة عند الضرورة.
الإنطواء على الذات:
في هذه المرحلة من العمر، يكون المراهق شديد الحساسية في المواضيع الإجتماعية والصداقات، لذا متى شاهد أحد أفلام العنف فمن المحتمل أن يميل إلى الإنطواء على ذاته، خشية التعرّض لأي موقف عنيف، وبالتالي يبتعد عن الجميع ويبقى وحيداً باحثاً عن ما يريحه من دون الحاجة إلى التعامل مع أي شخص، فترونه بات قليل الخروج مع الأصدقاء أو التوجّه إلى أي مكانٍ بعيد مع أشخاص لا يعرفهم سواء بالحافلة أو السيارة، وهذا ينتج عن رغبته في حماية نفسه من التعرّض للأذية من الآخرين.